|
في ترتيب أفضل 3000 جامعة في العالم سيطرت الولايات المتحدة الأميركية على المراكز العشرين الأول ، وليس في الأمر أي غرابة بالتأكيد ، وكما هو متوقع أيضاً فقد خلت قائمة أفضل 100 جامعة من أي جامعة عربية ، كما خلت قائمة أفضل 1000 جامعة أيضاً من أي جامعة عربية.. بينما كانت «إسرائيل» متواجدة بـ7 جامعات من أصل 15 جامعة موجودة فيها عربياً كان النجاح شبيهاً بالفشل ، فبين أكثر من 180 جامعة ومعهداً عربياً لم يدخل القائمة سوى 6 جامعات عربية اثنتان من الإمارات واثنتان من مصر وجامعة واحدة من كل من السعودية و الكويت و فلسطين ، فمن أصل 3000 مركز ، حصل العرب على 6 مراكز فقط وهو وضع مخجل للغاية بالمقارنة مع العدو الأول للعرب « إسرائيل» التي لديها 15 جامعة في التصنيف... دخل في قائمة الـ (1000)جامعة الأولى سبع جامعات إسرائيلية...، أما في الـ 500 جامعة الأولى فلديها جامعتان ضمن التصنيف العالمي الأفضل !! بالنسبة للتصنيف العربي فإن الجامعة الأولى عربياً هي الجامعة الأميركية بالقاهرة وتحتل المركز 1518على المستوى العالمي...وهي ليست جامعة عربية في الأساس، الثانية عربياً جامعة بير زيت الفلسطينية واحتلت الترتيب 1781، الجامعة الثالثة عربياً جامعة الإمارات العربية في المرتبة الـ1786 عالمياً ، الرابعة عربياً كليات التقنية العليا الإماراتية ، حيث جاءت في المرتبة الـ 1820عالمياً ، الخامسة عربياً جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المركز 1945 عالمياً . أما المركز السادس عربياً فكان من نصيب جامعة الكويت التي احتلت في التصنيف المرتبة 2460. هذا الوضع العلمي المتردي قياساً بالعالم المتحضر يعكس جملة من الحقائق أولها أن الإنفاق العربي على التعليم ضئيل ومخجل جداً ، ولا يتناسب مع حجم التحديات التي تواجه العرب والتي لا مخرج لهم منها سوى بالعلم وتطويره والاهتمام بالبحث العلمي الذي لا يحظى بأي اهتمام ، كما أن شباب العرب الذين يشكلون 50% من جملة سكان الوطن العربي والذين هم عماد مستقبل الأمة لا يحصلون على المستوى اللائق والمشرف من التعليم ، بينما يحصلون بالمقابل على أعلى الجرعات من الإعلام الهابط والترفيه غير المجدي . إن الوطن العربي ينفق مليارات الدولارات على قطاع التسليح لمواجهة تحديات كثيرة وكبيرة لا يمكن مواجهتها بغير التعليم المتطور ، وأول هذه التحديات حالة التخلف ، ومستوى الفقر والأمية وانتشار التيارات المتطرفة والإرهابية ، وموجات الانحلال والتردي لدى الشباب إضافة لحالات الإحباط والبطالة وانسداد الأفق السياسي ، وهاهم شباب العرب يتخرجون كل عام من المدارس الثانوية وأعينهم معلقة بمستقبل أفضل يريدون بناءه انطلاقاً من الجامعات القوية التي لا تتوافر في بلدانهم فييممون صوب الولايات المتحدة والغرب بينما تعجز بلدانهم عن توفير الجامعات المنافسة رغم كل الحديث عن التنمية والتطوير والتحديث . متى سيكون لنا جامعة عربية من بين الـ 500 جامعة الأفضل على مستوى العالم ؟ سؤال نوجهه لكل المسؤولين عن التعليم وعن أحوال الأمة . |