بينما كان العم (صابر) يقود عربته برفقه أفراد اسرته في مشوار عائلي.. وحينما دلف الى احد الشوارع الرئيسية وجد أن الحركة متوقفة تماماً وأن العربات ” تزح” زحاً .. ولأن الصغير ” حمادة” كان كعادته كثيرا ما يخرج رأسه من نافذة العربة فقد صاح … يا بابا دي كشه..
لم يأبه (صابر) للأمر كثيرا فبالرغم من أن عربته موديل ” قديم” إلا أنها مرخصة لهذا العام كما أن رخصة القيادة الخاصة به ساريه المفعول حتى العام القادم … جهز (صابر) رخصة قيادته وأنتظر حتى جاء دورة حيث بادرة شرطي المرور:
- الرخصة
ومد (صابر) يده للشرطي بالرخصة وبعد أن تأملها جيداً أعادها له.. ثم نظر إلى الرخصة (المدورة) الملصقة على زجاج العربة وبعد أن وجدها ساريةً التفت إلى (صابر) وقال بحسم:
- وين التظليل ؟؟
- تظليل شنو؟
- كيف تظليل شنو؟؟ أنت ما عارف أنو أي زول لازم يظلل ” قزاز” عربيتو ؟
رد (صابر) في استغراش (استغراب+اندهاش) :
- ما فاهم ؟؟
- أنت ما عارف انو عدم التظليل دا مخالفة في القانون الجديد ؟
- لكن مش كان التظليل هو المخالفة يا جنابو؟؟
- دا كان زمان .. هسع عدم التظليل هو المخالفة.
- وريني طيب ليه أظلل العربية ؟
- أوريك … يا أخي أنت هسع مش سائق معاك ” المدام ” والبنات ديل ؟ هسع هم ” محجبات؟؟ ” طيب ” شعرهم” دا مش ” عورة” ؟؟ يعني سائق ليك ” عورات” .. عشان كدا لازم الزول يظلل عربيتو عشان يشيل فيها العاوز يشيلو بدون ما يؤذي أخوانو ” المسلمين” التانين.
- خلاص يا خوي أنا ما كنت عارف القانون دا وبكره ” بنظلل”
- خلاص شنو الايصال ” انقطع” خلاص.
دفع (صابر) الثلاثين ألف جنية التي كان من المفترض أن ينفقها في يومه الترفيهي مع اسرته في حدائق 6( أبريل) عازماً على عدم الخروج بالعربة مالم يتم عمل ” تظليل” لها.
الراديو:
كعادته أخرج (صابر) ” كرسي البلاستيك: امام باب منزله وفتح الراديو…
سيداتي وسادتي يسر برنامج ” استطلاعات ” أن يستطلع رأي المسئولين حول القرار القاضي بتظليل المركبات الخاصة ويسرنا أن يكون ضيفنا الدكتور عوض أبو دقن الغبشاوى رئيس مركز أبحاث السحائي.
- دكتور عباس ممكن تكلمنا عن فوائد هذا القرار
- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله على المصطفى الأمين وعلى صحابته أجمعين إلى يوم الدين .. أما بعد … والله أنا أحسب أن هذا القرار قرار صائب إذا أن تظليل العربات يؤدي الى انخفاض درجة الحرارة بداخلها وهذا يؤدي إلى تقليل حالات الاصابة بمرض السحائي وكذلك توفير تكلفة العلاج وبالتاكيد هذا قرار يصب في مصلحة ” المواطن” ويساعد في نمو الاقتصاد.
- شكراً ليك يا دكتور .. وأيضاً عزيزي المستمع يسرنا أن يكون معنا السيد نائب والى معتمد المحافظة وهو من الذين يستخدمون العربات (المظللة) حتى فبل صدور هذا القرار.
- مرحبا بك.. نرجو أن تحدثنا عن هذا القرار.
- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله .. والله أنحنا طبعاً من زمان (مظللين) وقد طرحنا الآن شعار (التظليل لنا ولغيرنا).. وأنا أحسب أن هذا “القرار” يعد وأحداً من القرارت التي تضاف إلى رصيد ” الإنقاذ” التي عملت ولا زالت تعمل من أجل مجتمع معافي يغض أفراده النظر عن ” الحرمات” .. صوناً للأعراض وهذه غاية هذا المشروع الحضاري العظيم.
وقبل ان تواصل المذيعة بقية استطلاعاتها كان (صابر) قد قام بقفل الراديو وسحب الكرسي داخلا إلى منزله ليقوم بمشاهدة ” نشرة الأخبار” التلفزيوينة.
مؤتمر (تأصيل التظليل):
ما أن أدار ” (صابر)” جهاز التلفاز حتى انطلق صوت مذيع (المحطة المحلية) :-
من قائمة الصداقة نحييكم حيث أمتلأت القاعة عن بكره أبيها بالمدعوين من ضيوف المؤتمر الأول الخاص بمسألة ” تأصيل التظليل” من وفود عربية واجنبية وقد وزعت المشروبات الغازية وقطع الحلوى و(التمر) علي الحضور.. هذا وقد كانت أبرز الأوراق التي قدمت في هذا المؤتمر ورقة عن (فقه التظليل) كما كانت هنالك ورقه بعنوان (التظليل من منظور إسلامي) وكذلك قدم أحد أعضاء الحركة الشعبية ورقة بعنوان ( تظليل في… حر ما في) وقد تخلل المؤتمر فواصل شيقة من فرقة ” الكبوة” الفنية منها تلك ” الاهزوجه” التي تحض المواطنين على (التظليل) والتى تقول:
يا سواق يا سائق الحافلة
ظلل للناس في الدنيا الآفله
من الحر جســمنا مكدب
ظلل للنـاس خليها ترطب
ووأصل المذيع:
هذا وقد أنفض المؤتمرون وكلهم قناعة بضرورة ” التظليل” من أجل حياة أفضل ومجتمع فاضل متماسك متمسك بتعاليم دينه وعاملاً من أجل دنياه.
( هذا ولم يناقش المؤتمر في أي من أوراقة قيمة المخالفة التي جار الكثير من المواطنيين بالشكوى منها – دي مني أنا)
تضايق عم (صابر) .. وحول إلى قناة (الإخبارية العربية) لمواصلة الاخبار.. حيث كان المذيع يبدأ فى إذاعة خبر يقول :
في السودان تم إصدار قرار بحق سائقي المركبات العامة والخاصة بموجبه يعد مخالفاً للقانون كل من لا يقوم ” بتظليل ” زجاج مركبتة ومن أجل معرفة التطورات حول هذا الامر ننقل لمراسلنا في الخرطوم
( الجوهر الفردي ).
- الو (الجوهر الفردي ) هل تسمعني
- نعم أسمعك
- ما هي التطورات الأخيرة في قانون “التظليل” وكيف استقبله الشارع السوداني ؟
- نعم نعم .. أنا أتحدث لكم الآن من أمام قاعة الصداقة بالخرطوم حيث كان ينعقد مؤتمر ” تأصيل التظليل” .. حركة المركبات في الخرطوم شوارع الخرطوم قليلة نسبة للغرامات المفروضة على كل من يخالف ” القرار” كما أن هنالك تدافع للمواطنين على أماكن بيع ” ورق التظليل ” الشيء الذي أدى إلى دخوله للسوق الأسود وارتفاع اسعاره…
- شكراً لمراسلنا ” الجوهر الفردي” من الخرطوم
(صابر) يظلل:
في صبيحة اليوم التالي أرسل (صابر) أبنه ” حمادة” إلى محل اكسسوارات العربات القريب من منزلة لشراء ورق تظليل ولم ينس أن يطلب منه أن يشتري منه جرائد الصباح .. احضر حمادة الورق وبدأ في تظليل زجاج العربة .. وفي ذات الأثناء كان (صابر)يقوم (بتكسير الوقت) بقراءة الصحف .. حيث طالع اعلاناً بحجم صفحة من (هيئة علماء ظلامستان) تؤكد فيها مساندتها لقرار الحكومة القاضي بتظليل المركبات وتصف فيه القرار بانه قرار يتماشي مع اهداف ومقاصد الشرع الداعي الى صون الاعراض وغض النظر.
انتهى “حمادة” من لصق ورق التظليل على الزجاج .. وقام بغسل العربة استعدادا لتعويض مشوار الامس الذي ضاع بسبب غرامة عدم التظليل.
ورق أبو حصان:
بعد خروج (صابر) و العائلة الكريمة وفي ذات مكان (كشه) الأمس استوقفة ذات الشرطي.
- اقفل القزاز دا عشان نشوف ” التظليل”
وبعد أن لف دورة كاملة حول العربة متفحصاً :
- التظليل دا ضعيف انت لازم تظلل بورق تظليل ماركة ( ابو حصان)
- وأبو حصان دا نلقاهو وين ؟
- دا بس عند ناس شركة ” المتعافن” التجارية وما تتعب ما عند أي زول تأنى
- خلاص يا ولدي بكره نغير لابو حصان.
- خلاص شنو يا حاج …” الايصال انقطع”…
المظلل دا…
صفوف ( ثعبانية ) متعرجة وتزاحم وتدافر .. ورجال أمن تحفظ النظام .. الكل يريد الحصول على ورق تظليل ماركة ابو حصان .. انتهى اليوم .. وتم قفل شباك المبيعات ولم يتحرك الصف الا قليلاً.
صوت “1″ – هسع يا جماعة الزول يعمل شنو ؟
صوت “2″ – الورق دا ليه بس تستوردو الشركة دي بالتحديد ؟
صوت “3″ – أنا سمعت أنو الشركة دى بتاعت (المتعافن) ؟
صوت”4″- ياخ ما تظلم الزول دة ساكت الشركة دى ” المتعافن ” عندو فيها بس10% من الأسهم وباقي الأسهم بتاعت أولادو .
صوت “2″- تصوروا جماعة ” الورق” دا دخل السوق الأسود عديل .. مما شباك البيع دا يقفل الأولاد ديل يجو شايلين لفات الورق ويبعوهو بسعر مضاعف.
وفي هذه الأثناء يمر (الأولاد) وهم يحملون (لفات ورق التظليل) وهم (يغنون) مرددين في أداء (إستعراضى) راقص :
المظلل دا تاني وين تلقا
المظلل دا تاني ما ترجا
تاني ما ترجا .. تاني ما ترجا
تاني ما ترجا
أشار (صابر) لأحد الصبية وسأله :
- بي كم دا يا ولد؟؟
- والله يا حاج نديك ليهو بى راس مالو
- يعني بى كم
- ميتين وخمسين بس
- ميتين وخمسين شنو ؟
- ميتين وخمسين ألف يا حاج
واسقط في يد ” (صابر)” الذي كان يعتقد ان المسألة لن تزيد عن خمسين الف جنية في أسواء الظروف وعاد راجعاً بخفى حنين …
عبقرية حمادة:
- أها يا أبو محمد إن شاء الله تكون جبت الورق القالو دا
- انتى قايلاهو بى كم ؟ بى ميتين وخمسين ألف .. يعنى نشتريهو وإلا (نأكل) وإلا ندفع (الجمرة)
- لكن أنت بتقدر على (التلاتين) ألف الكلو يوم غرامة دى؟
- ح أوقف العربية بس
وهنا وفجأة هب الود (حمادة) كمن جاءته فكرة ألمعية :
- يا بابا أنت ما تشيل (قزاز العربية) بره وتخليا بدون (قزاز) يعنى ما ح يكون فى قزاز يتظلل ذاتو راقت الفكرة لصابر الذي التفت مخاطباً (حمادة) :
- والله فكرة رائعة .. أنا أصلو من زمان عارفك ود (عفريت) وعبقرى
وبدأ (صابر)و(كل أفراد الأسرة) فى فك (الأبواب) وإخراج (القزاز) سليماً .. وبعد ساعات من العمل المتواصل أصبحت العربة دون (قزاز) وحينها بدأ حمادة فى غسلها ونظافتها إستعداداً للخروج لمشوار التنزه والترفيه الذى تأج ولم يتم مراراً .
ركب الجميع العربة وهم يمنون أنفسهم بقضاء نزهه جميلة وإنطلقت بهم العربه صوب الحدائق … وعند ذات (الشارع) وفى ذات المنعطف أشار ذات (الشرطى) لصابر بالوقوف
- الرخصة .. (سلمها له صابر فى ثقة)
- وين الرخصة (المدورة) ؟؟
وهنا أسقط فى يد (صابر) الذى نسى أن ينتزع الرخصة (المدورة) من الزجاج الأمامى للعربة عند نزعه منها …
- دى مخالفة … طيب وين التظليل ؟؟
- تظليل شنو يا جنابو ؟
- يعنى شنو؟؟
- يعنى العربية ما فيها (قزاز) عشان الواحد (يظللو)
وهنا ثار الشرطى ثورة عارمة وقال مخاطباً (صابر) :
انت ما عارف إنو ” التظليل” دا الحكومة عملتو عشان غض النظر عن الحريم ” الجوه” العربات كمان تقوم تشيل القزاز بره عشان ريحة” الخمرة” والشاف ” والدخان” تؤذي المسلمين وأنحنا كمان فى (رمضان).
انت كده عندك مخالفة عدم وجود الرخصة المدورة ومخالفة عدم وجود (قزاز) ومخالفة عدم (تظليل) …… وناوله ايصال فئه العشرين الف ……………………….. دينار
ملحوظة:
من وقتها والعم (صابر) نزيل ” غرفة العناية المركزة ” في مستشفي ” يستهبلون” للأمراض النفسية
منقووووووووول من الفيس بوك
لم يأبه (صابر) للأمر كثيرا فبالرغم من أن عربته موديل ” قديم” إلا أنها مرخصة لهذا العام كما أن رخصة القيادة الخاصة به ساريه المفعول حتى العام القادم … جهز (صابر) رخصة قيادته وأنتظر حتى جاء دورة حيث بادرة شرطي المرور:
- الرخصة
ومد (صابر) يده للشرطي بالرخصة وبعد أن تأملها جيداً أعادها له.. ثم نظر إلى الرخصة (المدورة) الملصقة على زجاج العربة وبعد أن وجدها ساريةً التفت إلى (صابر) وقال بحسم:
- وين التظليل ؟؟
- تظليل شنو؟
- كيف تظليل شنو؟؟ أنت ما عارف أنو أي زول لازم يظلل ” قزاز” عربيتو ؟
رد (صابر) في استغراش (استغراب+اندهاش) :
- ما فاهم ؟؟
- أنت ما عارف انو عدم التظليل دا مخالفة في القانون الجديد ؟
- لكن مش كان التظليل هو المخالفة يا جنابو؟؟
- دا كان زمان .. هسع عدم التظليل هو المخالفة.
- وريني طيب ليه أظلل العربية ؟
- أوريك … يا أخي أنت هسع مش سائق معاك ” المدام ” والبنات ديل ؟ هسع هم ” محجبات؟؟ ” طيب ” شعرهم” دا مش ” عورة” ؟؟ يعني سائق ليك ” عورات” .. عشان كدا لازم الزول يظلل عربيتو عشان يشيل فيها العاوز يشيلو بدون ما يؤذي أخوانو ” المسلمين” التانين.
- خلاص يا خوي أنا ما كنت عارف القانون دا وبكره ” بنظلل”
- خلاص شنو الايصال ” انقطع” خلاص.
دفع (صابر) الثلاثين ألف جنية التي كان من المفترض أن ينفقها في يومه الترفيهي مع اسرته في حدائق 6( أبريل) عازماً على عدم الخروج بالعربة مالم يتم عمل ” تظليل” لها.
الراديو:
كعادته أخرج (صابر) ” كرسي البلاستيك: امام باب منزله وفتح الراديو…
سيداتي وسادتي يسر برنامج ” استطلاعات ” أن يستطلع رأي المسئولين حول القرار القاضي بتظليل المركبات الخاصة ويسرنا أن يكون ضيفنا الدكتور عوض أبو دقن الغبشاوى رئيس مركز أبحاث السحائي.
- دكتور عباس ممكن تكلمنا عن فوائد هذا القرار
- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله على المصطفى الأمين وعلى صحابته أجمعين إلى يوم الدين .. أما بعد … والله أنا أحسب أن هذا القرار قرار صائب إذا أن تظليل العربات يؤدي الى انخفاض درجة الحرارة بداخلها وهذا يؤدي إلى تقليل حالات الاصابة بمرض السحائي وكذلك توفير تكلفة العلاج وبالتاكيد هذا قرار يصب في مصلحة ” المواطن” ويساعد في نمو الاقتصاد.
- شكراً ليك يا دكتور .. وأيضاً عزيزي المستمع يسرنا أن يكون معنا السيد نائب والى معتمد المحافظة وهو من الذين يستخدمون العربات (المظللة) حتى فبل صدور هذا القرار.
- مرحبا بك.. نرجو أن تحدثنا عن هذا القرار.
- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله .. والله أنحنا طبعاً من زمان (مظللين) وقد طرحنا الآن شعار (التظليل لنا ولغيرنا).. وأنا أحسب أن هذا “القرار” يعد وأحداً من القرارت التي تضاف إلى رصيد ” الإنقاذ” التي عملت ولا زالت تعمل من أجل مجتمع معافي يغض أفراده النظر عن ” الحرمات” .. صوناً للأعراض وهذه غاية هذا المشروع الحضاري العظيم.
وقبل ان تواصل المذيعة بقية استطلاعاتها كان (صابر) قد قام بقفل الراديو وسحب الكرسي داخلا إلى منزله ليقوم بمشاهدة ” نشرة الأخبار” التلفزيوينة.
مؤتمر (تأصيل التظليل):
ما أن أدار ” (صابر)” جهاز التلفاز حتى انطلق صوت مذيع (المحطة المحلية) :-
من قائمة الصداقة نحييكم حيث أمتلأت القاعة عن بكره أبيها بالمدعوين من ضيوف المؤتمر الأول الخاص بمسألة ” تأصيل التظليل” من وفود عربية واجنبية وقد وزعت المشروبات الغازية وقطع الحلوى و(التمر) علي الحضور.. هذا وقد كانت أبرز الأوراق التي قدمت في هذا المؤتمر ورقة عن (فقه التظليل) كما كانت هنالك ورقه بعنوان (التظليل من منظور إسلامي) وكذلك قدم أحد أعضاء الحركة الشعبية ورقة بعنوان ( تظليل في… حر ما في) وقد تخلل المؤتمر فواصل شيقة من فرقة ” الكبوة” الفنية منها تلك ” الاهزوجه” التي تحض المواطنين على (التظليل) والتى تقول:
يا سواق يا سائق الحافلة
ظلل للناس في الدنيا الآفله
من الحر جســمنا مكدب
ظلل للنـاس خليها ترطب
ووأصل المذيع:
هذا وقد أنفض المؤتمرون وكلهم قناعة بضرورة ” التظليل” من أجل حياة أفضل ومجتمع فاضل متماسك متمسك بتعاليم دينه وعاملاً من أجل دنياه.
( هذا ولم يناقش المؤتمر في أي من أوراقة قيمة المخالفة التي جار الكثير من المواطنيين بالشكوى منها – دي مني أنا)
تضايق عم (صابر) .. وحول إلى قناة (الإخبارية العربية) لمواصلة الاخبار.. حيث كان المذيع يبدأ فى إذاعة خبر يقول :
في السودان تم إصدار قرار بحق سائقي المركبات العامة والخاصة بموجبه يعد مخالفاً للقانون كل من لا يقوم ” بتظليل ” زجاج مركبتة ومن أجل معرفة التطورات حول هذا الامر ننقل لمراسلنا في الخرطوم
( الجوهر الفردي ).
- الو (الجوهر الفردي ) هل تسمعني
- نعم أسمعك
- ما هي التطورات الأخيرة في قانون “التظليل” وكيف استقبله الشارع السوداني ؟
- نعم نعم .. أنا أتحدث لكم الآن من أمام قاعة الصداقة بالخرطوم حيث كان ينعقد مؤتمر ” تأصيل التظليل” .. حركة المركبات في الخرطوم شوارع الخرطوم قليلة نسبة للغرامات المفروضة على كل من يخالف ” القرار” كما أن هنالك تدافع للمواطنين على أماكن بيع ” ورق التظليل ” الشيء الذي أدى إلى دخوله للسوق الأسود وارتفاع اسعاره…
- شكراً لمراسلنا ” الجوهر الفردي” من الخرطوم
(صابر) يظلل:
في صبيحة اليوم التالي أرسل (صابر) أبنه ” حمادة” إلى محل اكسسوارات العربات القريب من منزلة لشراء ورق تظليل ولم ينس أن يطلب منه أن يشتري منه جرائد الصباح .. احضر حمادة الورق وبدأ في تظليل زجاج العربة .. وفي ذات الأثناء كان (صابر)يقوم (بتكسير الوقت) بقراءة الصحف .. حيث طالع اعلاناً بحجم صفحة من (هيئة علماء ظلامستان) تؤكد فيها مساندتها لقرار الحكومة القاضي بتظليل المركبات وتصف فيه القرار بانه قرار يتماشي مع اهداف ومقاصد الشرع الداعي الى صون الاعراض وغض النظر.
انتهى “حمادة” من لصق ورق التظليل على الزجاج .. وقام بغسل العربة استعدادا لتعويض مشوار الامس الذي ضاع بسبب غرامة عدم التظليل.
ورق أبو حصان:
بعد خروج (صابر) و العائلة الكريمة وفي ذات مكان (كشه) الأمس استوقفة ذات الشرطي.
- اقفل القزاز دا عشان نشوف ” التظليل”
وبعد أن لف دورة كاملة حول العربة متفحصاً :
- التظليل دا ضعيف انت لازم تظلل بورق تظليل ماركة ( ابو حصان)
- وأبو حصان دا نلقاهو وين ؟
- دا بس عند ناس شركة ” المتعافن” التجارية وما تتعب ما عند أي زول تأنى
- خلاص يا ولدي بكره نغير لابو حصان.
- خلاص شنو يا حاج …” الايصال انقطع”…
المظلل دا…
صفوف ( ثعبانية ) متعرجة وتزاحم وتدافر .. ورجال أمن تحفظ النظام .. الكل يريد الحصول على ورق تظليل ماركة ابو حصان .. انتهى اليوم .. وتم قفل شباك المبيعات ولم يتحرك الصف الا قليلاً.
صوت “1″ – هسع يا جماعة الزول يعمل شنو ؟
صوت “2″ – الورق دا ليه بس تستوردو الشركة دي بالتحديد ؟
صوت “3″ – أنا سمعت أنو الشركة دى بتاعت (المتعافن) ؟
صوت”4″- ياخ ما تظلم الزول دة ساكت الشركة دى ” المتعافن ” عندو فيها بس10% من الأسهم وباقي الأسهم بتاعت أولادو .
صوت “2″- تصوروا جماعة ” الورق” دا دخل السوق الأسود عديل .. مما شباك البيع دا يقفل الأولاد ديل يجو شايلين لفات الورق ويبعوهو بسعر مضاعف.
وفي هذه الأثناء يمر (الأولاد) وهم يحملون (لفات ورق التظليل) وهم (يغنون) مرددين في أداء (إستعراضى) راقص :
المظلل دا تاني وين تلقا
المظلل دا تاني ما ترجا
تاني ما ترجا .. تاني ما ترجا
تاني ما ترجا
أشار (صابر) لأحد الصبية وسأله :
- بي كم دا يا ولد؟؟
- والله يا حاج نديك ليهو بى راس مالو
- يعني بى كم
- ميتين وخمسين بس
- ميتين وخمسين شنو ؟
- ميتين وخمسين ألف يا حاج
واسقط في يد ” (صابر)” الذي كان يعتقد ان المسألة لن تزيد عن خمسين الف جنية في أسواء الظروف وعاد راجعاً بخفى حنين …
عبقرية حمادة:
- أها يا أبو محمد إن شاء الله تكون جبت الورق القالو دا
- انتى قايلاهو بى كم ؟ بى ميتين وخمسين ألف .. يعنى نشتريهو وإلا (نأكل) وإلا ندفع (الجمرة)
- لكن أنت بتقدر على (التلاتين) ألف الكلو يوم غرامة دى؟
- ح أوقف العربية بس
وهنا وفجأة هب الود (حمادة) كمن جاءته فكرة ألمعية :
- يا بابا أنت ما تشيل (قزاز العربية) بره وتخليا بدون (قزاز) يعنى ما ح يكون فى قزاز يتظلل ذاتو راقت الفكرة لصابر الذي التفت مخاطباً (حمادة) :
- والله فكرة رائعة .. أنا أصلو من زمان عارفك ود (عفريت) وعبقرى
وبدأ (صابر)و(كل أفراد الأسرة) فى فك (الأبواب) وإخراج (القزاز) سليماً .. وبعد ساعات من العمل المتواصل أصبحت العربة دون (قزاز) وحينها بدأ حمادة فى غسلها ونظافتها إستعداداً للخروج لمشوار التنزه والترفيه الذى تأج ولم يتم مراراً .
ركب الجميع العربة وهم يمنون أنفسهم بقضاء نزهه جميلة وإنطلقت بهم العربه صوب الحدائق … وعند ذات (الشارع) وفى ذات المنعطف أشار ذات (الشرطى) لصابر بالوقوف
- الرخصة .. (سلمها له صابر فى ثقة)
- وين الرخصة (المدورة) ؟؟
وهنا أسقط فى يد (صابر) الذى نسى أن ينتزع الرخصة (المدورة) من الزجاج الأمامى للعربة عند نزعه منها …
- دى مخالفة … طيب وين التظليل ؟؟
- تظليل شنو يا جنابو ؟
- يعنى شنو؟؟
- يعنى العربية ما فيها (قزاز) عشان الواحد (يظللو)
وهنا ثار الشرطى ثورة عارمة وقال مخاطباً (صابر) :
انت ما عارف إنو ” التظليل” دا الحكومة عملتو عشان غض النظر عن الحريم ” الجوه” العربات كمان تقوم تشيل القزاز بره عشان ريحة” الخمرة” والشاف ” والدخان” تؤذي المسلمين وأنحنا كمان فى (رمضان).
انت كده عندك مخالفة عدم وجود الرخصة المدورة ومخالفة عدم وجود (قزاز) ومخالفة عدم (تظليل) …… وناوله ايصال فئه العشرين الف ……………………….. دينار
ملحوظة:
من وقتها والعم (صابر) نزيل ” غرفة العناية المركزة ” في مستشفي ” يستهبلون” للأمراض النفسية
منقووووووووول من الفيس بوك