[size=18]
قصيده معبره جدا
من اجمل الاشعار اللى ممكن تقراها طول عمرك
القصيدة واقعية كتبها المحكوم عليه هاشم الرفاعي (احد الضباط الاحرار)لابيه فى ليــــــــــــلـــــة الاعــــــــــدام
أبتاه ماذا قد يخط بناني *** والحبل والجلاد ينتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة *** مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها *** وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في *** هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل *** والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فأنشد راحتي *** في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة *** دب الخشوع بها فهزكياني
قد عشت أؤمن بالإله ولم أذق *** إلا أخيرا لذة الإيمان
شكرا لهم لا أريد طعامهم *** فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي *** أمي ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي *** اخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إلي به يدا مصبوغة *** بدمي وهذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل *** عبثت بهن أصابع السجان
مابين آونة تمر وأختها *** يرنو إلي بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده *** ويعود في أمن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه *** ماذا جنى فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *** لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة *** ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة *** لو كان مثلي شاعرا لرثاني
أوعاد من يدري إلى أولاده *** يوما وذكر صورتي لبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذة بها *** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا *** في الثائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا *** مافي قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدي الجميع وإن هم *** كتموا وكان الموت في إعلاني
ويدور همس في الجوانح ما الذي *** بالثورة الحمقاء قد أغراني؟
أو لم يكن خيرا لنفس أن أرى *** مثل الجميع أسير في إذعان
ماضرني لو قد سكت وكلما *** غلب الأسى بالغت في الكتمان
هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *** ماثار في جنبي من نيران
وفؤادي الموار في نبضاته *** سيكف في غدة عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده *** موتي ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره *** شاة إذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشق عن *** بشريتي وتمور بعد ثوان
وتقول لي إن الحياة لغاية *** اسمى من التصفيق للطغيان
أنافسك الحرى وإن هي أخمدت *** ستظل تغمر أفقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم *** قسمات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله *** ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا *** لم يبق غير تمر الفيضان
ومن العواصف مايكون هبوبها *** بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في جوف الثرى أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده *** سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا *** اقوى من الجبروت والسلطان
أن لست أدري هل ستذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان
أو أنني سأكون في تاريخنا *** متآمرا أو هادم الأوثان
كل الذي أدريه أن تجرعي *** كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلبا *** غير الضياء لأمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا *** إرهاب لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي *** يغلي دم الأحرار في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى *** وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه *** يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة *** تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا *** سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنية متأرجحا *** في الحبل مشدودا إلى العيدان
ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما *** صنعته في هذي الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة *** وتضاء منه مشاعل العرفان
أوهكذا زعموا وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطما *** في زحمة الألام والأشجان
انا ابنك المصفود في أغلاله *** قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى *** تبكي شبابا ضاع في الريعان
وتكتم الحسرات في أعماقها *** ألما تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني إنني *** لا أبتغي منها سوى الغفران
مازال في سمعي رنين حديثها *** ومقالها في رحمة وحنان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن *** بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريانة *** ياحسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم *** يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدري بأي جوانح *** ستبيت بعدي أم بأي جنان
هذا الذي سطرته لك يا أبي *** بعض الذي يجري بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت *** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي *** من كان في بلدي حليف هوان
وإلى لقاء تحت ظل عدالة *** قدسية الأحكام والميزان]
من اجمل الاشعار اللى ممكن تقراها طول عمرك
القصيدة واقعية كتبها المحكوم عليه هاشم الرفاعي (احد الضباط الاحرار)لابيه فى ليــــــــــــلـــــة الاعــــــــــدام
أبتاه ماذا قد يخط بناني *** والحبل والجلاد ينتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة *** مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها *** وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في *** هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل *** والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فأنشد راحتي *** في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة *** دب الخشوع بها فهزكياني
قد عشت أؤمن بالإله ولم أذق *** إلا أخيرا لذة الإيمان
شكرا لهم لا أريد طعامهم *** فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي *** أمي ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي *** اخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إلي به يدا مصبوغة *** بدمي وهذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل *** عبثت بهن أصابع السجان
مابين آونة تمر وأختها *** يرنو إلي بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده *** ويعود في أمن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه *** ماذا جنى فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *** لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة *** ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة *** لو كان مثلي شاعرا لرثاني
أوعاد من يدري إلى أولاده *** يوما وذكر صورتي لبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذة بها *** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا *** في الثائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا *** مافي قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدي الجميع وإن هم *** كتموا وكان الموت في إعلاني
ويدور همس في الجوانح ما الذي *** بالثورة الحمقاء قد أغراني؟
أو لم يكن خيرا لنفس أن أرى *** مثل الجميع أسير في إذعان
ماضرني لو قد سكت وكلما *** غلب الأسى بالغت في الكتمان
هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *** ماثار في جنبي من نيران
وفؤادي الموار في نبضاته *** سيكف في غدة عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده *** موتي ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره *** شاة إذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشق عن *** بشريتي وتمور بعد ثوان
وتقول لي إن الحياة لغاية *** اسمى من التصفيق للطغيان
أنافسك الحرى وإن هي أخمدت *** ستظل تغمر أفقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم *** قسمات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله *** ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا *** لم يبق غير تمر الفيضان
ومن العواصف مايكون هبوبها *** بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في جوف الثرى أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده *** سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا *** اقوى من الجبروت والسلطان
أن لست أدري هل ستذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان
أو أنني سأكون في تاريخنا *** متآمرا أو هادم الأوثان
كل الذي أدريه أن تجرعي *** كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلبا *** غير الضياء لأمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا *** إرهاب لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي *** يغلي دم الأحرار في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى *** وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه *** يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة *** تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا *** سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنية متأرجحا *** في الحبل مشدودا إلى العيدان
ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما *** صنعته في هذي الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة *** وتضاء منه مشاعل العرفان
أوهكذا زعموا وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطما *** في زحمة الألام والأشجان
انا ابنك المصفود في أغلاله *** قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى *** تبكي شبابا ضاع في الريعان
وتكتم الحسرات في أعماقها *** ألما تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني إنني *** لا أبتغي منها سوى الغفران
مازال في سمعي رنين حديثها *** ومقالها في رحمة وحنان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن *** بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريانة *** ياحسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم *** يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدري بأي جوانح *** ستبيت بعدي أم بأي جنان
هذا الذي سطرته لك يا أبي *** بعض الذي يجري بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت *** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي *** من كان في بلدي حليف هوان
وإلى لقاء تحت ظل عدالة *** قدسية الأحكام والميزان]